الى روح الفقيد الغالي أبومحمود سلمان قاسم أبوعواد - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني


الى روح الفقيد الغالي أبومحمود سلمان قاسم أبوعواد
د. علي أبو عواد - 08\12\2008
أبا محمود سلاما
أيها الغالي لن أسمح لفجيعتي بفقدك أن تفقدني اتزاني, كما يفعل كل ابن آدم منا عند فقده لعزيز. حيث تجرفه العاطفه فيجعل من فقيده ملاكا لايشوبه شائبه, فأخدش تواضعك وعفتك, وهذا مالاأفعله. فأنت وأنا نعرف أن الكمال لله وحده, وأننا بشر محكومون بالنقص والقصور . ولكنني سأتحدث عن الانسان الذي عرفته ورافقته منذ مدة لاتتجاوز العامين رغم كوني قد تجاوزت الخمسين عاماً من عمري وهو يكبرني ببضع سنوات رغم مايجمعنا من صلة القرابة ........هو قد أتى من وجهة نظر دينية ورعه ,وأنا أتيت من وجهة نظر انسانية وطنيه في مرحلة تكثر فيها الدسائس للايقاع بين جناحي هذا المجتمع بما يخدم أعدائه.
لقد تملكنا سوء الفهم المتبادل في البدايه الى حد أن العلاقه بيننا بدأت بتشنج وتحامل متبادل , الى أن وصلنا لمرحلة فهم فيها أحدنا الآخر.فكان صدق الموقف والحس بالمسؤليه هو جامعنا, ولم تكن علاقة القرابه الا شيئا مضافا لهذا الأساس الذي عاهدنا الله عليه أنا وأنت وأخوة لنا نعرفهم.
سأذكر فيك أنك كنت من قلة من متدينين وغير متدينين من الذين دعاهم احساسهم بالمسؤلية الاجتماعية والوطنية لوقف الاعتداءات على الأحراش , التي رغم دعوة مشايخنا الأجلاء في اجتماع عام عقد في خلوة بقعاثا المباركة في يوم مبارك الى خروج جميع الأهل في بقعاثا للدفاع عن الأحراش تحت شعار أن من يتخلف عن المشاركه في حملة الدفاع عن الأحراش تكون زوجته أغنم منه.
سأذكر فيك جرأتك وصدق انتمائك الوطني اللذين أبديتهما في اجتماع عام في خلوة بقعاثا عقد بخصوص بيت الشعب في القريه, حينما كشفت ماكان يمكن أن نقع فيه من تلاعب من قبل سلطات الاحتلال بتسجيل لجنة الوقف في القرية لتكون تابعة للأوقاف الدرزية في اسرائيل . وايضاح مااكتشفته كونك كنت أحد أعضاء لجنة الوقف وقتها أن مبنى بيت الشعب مازال باسم المجلس المحلي المعين من قبل الاحتلال, وأن أية اضافة على هذا البناء ان كانت ستسلك مسلكا قانونيا ستكون باسم المجلس المحلي. الأمر المرفوض وطنيا.
سأذكر فيك أنه عندما أخذ الاختلاف في وجهات النظر في القرية حول اقامة بيت للجنازه منحى الخلاف والتأطير العائلي. رفضك لهذا الأمر وحرصك على البحث عن حلول تخدم الموقف العام وبقائه موحدا, وسعيك الحثيث من أجل ذلك رغم ماكابدته من معاناة المرض.
سأذكر فيك المرارة التي عانيتها بسبب نقص قيمة أموال الوقف المودعة لديك ,وسعيك الملح لدى كل الأطراف لايجاد مخرج موحد لتوظيفها في البناء قبل أن تفقد جل قيمتها.
ولكن.........عتبي عليك أيها الغالي.......لقد قلت لي مرة أنك قلق علي لكثرة ماأتعرض له من تشويش.
أيها الغالي ....من يقلق على أخيه الأصغرلايغادره بهذه السرعة كما غادرت.

سلاما لروحك أبا محمود......والى لقاء بين يدي من لايخفى عليه مافي الصدور.